دخل القاضي " ابن أبي ليلى " ذات يوم على المنصور ، وتساءل المنصور فيما إذا كانت
لديه قصة كالتي تصادف القضاة.. قال القاضي : أجل .. سأحدثك عن أعجبها.
جاءتني ذات يوم امرأة عجوز طاعنة في السن وراحت تبكي وتولول وتشتكي الظلم الذي وقع عليها.
سألتها : وممن تشكين ؟
قالت : ابنة أخي أيها القاضي .
فأمرت بإحضارها وجاءت ووقعت عيناي على فتاة حسناء .. وكأنها من حوريات الجنّة ،
فطلبت منها أن تحكي قصتها مع عمّتها ! فقالت :
أيها القاضي أنا ابنة أخ لهذي العجوز فهي عمّتي كما يقال وكنت صغيرة يتيمة توفي والدي
، وأنا طفلة فنشأت في أحضان عمتي هذه ولم تقصر عمتي في تربيتي ، حتى بلغت سن الرشد والكمال.
وذات يوم جاء رجل صائغ وخطبني ، وتزوجت بعد أن أقنعتني عمّتي بذلك .
وكانت حياتي مع زوجي طيبة هانئة وكنت سعيدة ، فحسدتني عمّتي وندمت على زواجي منه .
وكانت تتمنى لو أنها زوّجت ابنتها منه فكانت تزينها وتجمّلها وتعرضها أمام زوجي ، وفي النهاية خدع زوجي فخطبها ، واشترطت عمّتي أنها لا ترضى حتى يكون طلاقي بيدها ،
ووافق زوجي على ذلك وهكذا تم الزواج ولم تمض مدّة يسيرة حتى طلقتني عمّتي .
وكان زوج عمّتي في سفر ، فلما عاد من سفره جاءني يوماً يسلّيني فتجملت له وتدللت علية
حتى استحوذت على فؤاده ، فاقترح عليّ أن أتزوّج منه فأجبته شرط أن يكون طلاق عمّتي
بيدي فوافق ، ولمّا تم زواجنا طلّقت عمّتي ، ولم تمض مدّة حتى توفي زوج عمّتي الذي أصبح زوجي .
ولم تمض مدّة حتى جاء زوجي الأول وعرض عليّ الزواج منه وقال أنه مازال يحبّني ،
وأنه حاضر لاستئناف حياته الحلوة معي فاشترطت علية أن يكون طلاق ابنة عمّتي في يدي
فلم يعارض ، فتزوّجنا من جديد ، ولمّا كان أمر زوجته الثانية بيدي وهي ابنه عمّتي طلقتها
منه ، والآن أيها القاضي هل تجدني مذنبة أم أني انتقمت من حسد عمّتي.؟!